يشارك الأدميرال ويليام ماكريفين عشرة دروس حياتية تعلمها خلال تدريبه كقائد في القوات الخاصة البحرية الأمريكية (Navy SEAL). يبدأ الدرس الأول بأهمية ترتيب سريرك كل صباح كعادة صغيرة تمنحك إحساسًا بالإنجاز وتشجعك على إنجاز المزيد، مؤكدًا أن تغيير العالم يبدأ بالمهام الصغيرة.
كتاب "رتب سريرك" (Make Your Bed) للأدميرال ويليام هـ. ماكريفن هو دليل تحفيزي وعملي مُلهم، يستمد قوته من الدروس القاسية والمُشكِّلة للشخصية التي تعلمها خلال مسيرته الطويلة في قوات البحرية الخاصة الأمريكية (Navy SEALs)، وهي واحدة من أكثر الوحدات العسكرية نخبوية وتطلبًا في العالم. بناءً على خطاب تخرج شهير ألقاه في جامعة تكساس عام 2014 وحقق انتشارًا فيروسيًا، يشارك ماكريفن عشرة دروس حياتية قوية وبسيطة في جوهرها، يمكن لأي شخص تطبيقها للتغلب على التحديات، وبناء المرونة النفسية، وتحقيق النجاح في مختلف جوانب الحياة - وكل ذلك، كما يوحي العنوان، يبدأ من الفعل البسيط المتمثل في ترتيب سريرك كل صباح.
1. ابدأ يومك بمهمة منجزة: قوة ترتيب السرير
قد يبدو أن تدريب القوات الخاصة البحرية (Navy SEALs) هو مكان غير متوقع لاستخلاص دروس حياتية عميقة تصلح للمدنيين. يتساءل الكثيرون: ماذا يمكن أن تقدم البحرية بخلاف الانضباط العسكري الصارم والمهارات القتالية؟ لكن الحقيقة، كما يوضح ماكريفن، هي أن الظروف القاسية والصعبة التي يمر بها الجنود هي التي غالبًا ما تدفع الإنسان للتفكير العميق، واختبار حدوده، واستخلاص حكم قيمة يمكن تطبيقها في أي سياق.
يشاركنا الأدميرال ماكريفن الدرس الأول والأكثر أساسية الذي تعلمه خلال تدريبه الشاق: **ابدأ يومك بترتيب سريرك**. قد تبدو هذه المهمة بسيطة أو حتى تافهة للبعض، لكن في عالم البحرية المنضبط، التفاصيل الصغيرة لها أهمية قصوى. السرير غير المرتب لا يعكس فقط عدم الانضباط، بل كان يعني عقوبة فورية للمتدرب. لكن الأهم من العقوبة، كما يؤكد ماكريفن، هو الأثر النفسي الإيجابي لإنجاز هذه المهمة الأولى في الصباح. إن إتمامها بشكل صحيح ومتقن، مهما بدت صغيرة، يمنحك شعورًا فوريًا بالفخر والإنجاز، ويضبط نغمة إيجابية لبقية اليوم.
هذا الإنجاز البسيط يمكن أن يكون بمثابة حجر الدومينو الأول، دافعًا لك لإنجاز مهمة أخرى، ثم واحدة أخرى. وبنهاية اليوم، ستجد أن تلك المهمة الواحدة التي أنجزتها في الصباح قد تحولت إلى سلسلة من المهام المنجزة، مما يعزز شعورك بالكفاءة والسيطرة. وحتى إذا كان يومك سيئًا ومليئًا بالإخفاقات، على الأقل ستعود في المساء إلى سرير مرتب - سرير قمت بترتيبه بنفسك - وهذا يمنحك تذكيرًا بسيطًا بأنك قادر على الإنجاز، ويمنحك الأمل بأن الغد سيكون أفضل. هذا المبدأ حول بناء الزخم من العادات الصغيرة يتماشى مع أفكار تطوير الذات ويمكن ربطه بما ورد في ملخص العادات الذرية لجيمس كلير.
إذا كنت ترغب في تغيير العالم، ابدأ بترتيب سريرك.
— ويليام ماكريفن
الدرس: التفاصيل الصغيرة مهمة. الانضباط في الأمور البسيطة يبني أساسًا للتعامل مع الأمور الكبيرة. إنجاز المهام الصغيرة يمهد الطريق لتحقيق المهام العظيمة.
2. لا يمكنك الذهاب بمفردك: أهمية الفريق
في تدريبات الـ SEALs القاسية، هناك مهمة شائعة تتطلب من فريق المتدربين حمل قارب مطاطي ثقيل (يُعرف بـ IBS) والتجديف به لأميال طويلة في مياه المحيط الباردة والمتلاطمة، أو حمله فوق رؤوسهم لمسافات طويلة على الرمال. يعتمد نجاح الفريق في هذه المهمة، وفي الحياة بشكل عام، كليًا على **التناغم والتعاون والتضحية** من كل فرد. إذا تخلف شخص واحد عن دوره، أو لم يبذل قصارى جهده، يتأثر الفريق بأكمله ويعاني الجميع. يؤكد ماكريفن أنه لا يمكنك تحقيق الإنجازات العظيمة أو تجاوز الصعاب الكبيرة بمفردك.
الدرس: ابحث عن شخص ما لمساعدتك في الحياة، وكن أنت أيضًا ذلك الشخص للآخرين. لا يمكنك التجديف بقاربك بمفردك في بحر الحياة الهائج. أنت بحاجة إلى فريق، إلى أشخاص تثق بهم ويدعمونك في رحلتك، سواء كانوا عائلة، أصدقاء، زملاء عمل، أو مرشدين. تعلم كيف تبني علاقات قوية ومبنية على الثقة، وكن عضوًا فعالًا ومُعطاءً في فريقك.
هذا المبدأ لم يكن مجرد نظرية بالنسبة لماكريفن، بل اختبره شخصيًا عندما تعرض لحادث مظلة خطير أثناء أحد التدريبات، مما أدى إلى كسور خطيرة كادت أن تنهي مسيرته العسكرية. خلال فترة التعافي الطويلة والصعبة، كان دعم زوجته جورجان، وأصدقائه، وزملائه في البحرية هو ما منحه القوة للمثابرة والعودة للخدمة. يوضح هذا أهمية وجود شبكة دعم قوية في حياتنا لمواجهة الأوقات الصعبة.
3. قِس الشخص بحجم قلبه: لا تحكم على الكتاب من غلافه
يروي ماكريفن قصة عن فريق من المتدربين في تدريب الـ SEALs كان يُطلق عليه اسم "فريق الأقزام" (Munchkin Crew) لأن جميع أعضائه كانوا قصار القامة نسبيًا (أقل من 5 أقدام و 5 بوصات). كان المدربون والفرق الأخرى يسخرون منهم ويتوقعون فشلهم سريعًا، معتقدين أنهم لن يتحملوا قسوة التدريب البدني. لكن المفاجأة كانت أن هذا الفريق الصغير أثبت أنه الأكثر صلابة ومثابرة، متفوقين على زملائهم الأكبر حجمًا في العديد من المهام الصعبة. الدرس هنا هو أن المظاهر الخارجية قد تكون خادعة تمامًا، وأن الشجاعة والإصرار والعزيمة الداخلية لا يمكن قياسهما بحجم الجسم أو المظهر.
الدرس: قِس الشخص بحجم قلبه وشجاعته وعزيمته، وليس بحجم "زعانفه" (في إشارة لزعانف الغوص) أو مظهره الخارجي. لا تقلل من شأن أي شخص بسبب شكله أو حجمه أو خلفيته أو أي عامل سطحي آخر. الروح القوية والعزيمة يمكن أن تظهر في أماكن وأشخاص غير متوقعين.
4. الحياة ليست عادلة - استمر في المضي قدمًا: "كعكة السكر"
واحدة من أكثر العقوبات شيوعًا وإرهاقًا نفسيًا في تدريب الـ SEALs كانت تُعرف بـ "كعكة السكر" (Sugar Cookie). تتضمن هذه العقوبة الركض بكامل الملابس في الماء البارد المتجمد ثم التدحرج على الرمال الشاطئية حتى يصبح المتدرب مغطى بالكامل بها من رأسه حتى أخمص قدميه، ليبدو كـ "كعكة مغطاة بالسكر". والأسوأ من ذلك، أنه في بعض الأحيان لم يكن هناك سبب واضح لهذه العقوبة؛ فالمعايير كانت تتغير باستمرار، وحتى أولئك الذين كانوا يتفوقون أو يتبعون التعليمات بدقة كانوا يتعرضون لها بشكل عشوائي أحيانًا.
عندما واجه ماكريفن هذه العقوبة الظالمة وشكا لأحد المدربين، جاء الرد بسيطًا وحاسمًا: "الحياة ليست عادلة، ومن الأفضل أن تتقبل هذه الحقيقة مبكرًا". الشكوى والشعور بالمرارة والبحث عن شخص لإلقاء اللوم عليه لن يغير شيئًا من الواقع. الأهم هو كيف تتعامل مع الظلم أو التحديات غير المتوقعة التي تلقيها الحياة في طريقك.
الدرس: الحياة ليست دائمًا عادلة، ولن تكون كذلك. توقف عن التظاهر بأنك ضحية أو إضاعة الوقت في الشكوى. اقبل أن الأمور لن تسير دائمًا كما ترغب أو كما تستحق. ركز طاقتك على ما يمكنك التحكم فيه: ردود أفعالك، موقفك، ومثابرتك. تعلم من النكسات، امسح "الرمال" عن نفسك، واستمر في المضي قدمًا.
5. لا تخف من "السيرك": الفشل يجعلك أقوى
كان "السيرك" (The Circus) بمثابة عقوبة إضافية في تدريب الـ SEALs تُفرض على الفرق أو الأفراد الذين يفشلون في تحقيق المعايير اليومية المطلوبة في أي تمرين (مثل السباحة أو الجري أو مسار العقبات). يتضمن "السيرك" ساعتين إضافيتين من التمارين البدنية الشاقة والمُرهقة في نهاية اليوم الطويل بالفعل. كان المتدربون يخشون هذه العقوبة ليس فقط لصعوبتها، بل لأنها غالبًا ما تؤدي إلى إرهاق شديد يجعلهم يفشلون مرة أخرى في اليوم التالي، مما يخلق حلقة مفرغة من الفشل والعقاب قد تنتهي بالاستسلام.
عندما واجه ماكريفن وزميله في السباحة "السيرك" بعد فشلهما في تلبية الوقت المطلوب، توقعا الأسوأ. لكن المفاجأة كانت أن التمارين الإضافية، رغم قسوتها، جعلتهما أقوى وأكثر لياقة بدنية. في اليوم التالي، تمكنا من اجتياز تدريب السباحة بسهولة. أدرك ماكريفن أن ما كان يبدو كعقاب وعائق، كان في الواقع فرصة لتقوية أنفسهم. قد يكون الاستسلام مغريًا عند مواجهة الفشل المتكرر، لكن أحيانًا، المواجهة والمثابرة في "المنحدر" تؤديان إلى نتائج غير متوقعة، كما تم مناقشته في ملخص المنحدر لسيث جودين.
الدرس: لا تخف من الفشل أو العقبات أو "السيرك" في حياتك. غالبًا ما تكون التجارب الصعبة والمؤلمة هي التي تبني قوتك الحقيقية ومرونتك النفسية . اعتبر الإخفاقات فرصًا للتعلم والنمو، لتصبح أقوى وأكثر استعدادًا لمواجهة تحديات المستقبل.
6. انزل على الحبل رأسًا على عقب: خاطر بجرأة
أحد تدريبات الـ SEALs الصعبة والمخيفة يتطلب الانزلاق على حبل طويل ممتد بين برج مرتفع (90 قدمًا) والأرض. الطريقة التقليدية والآمنة نسبيًا هي الانزلاق مع التمسك بالحبل بكلتا اليدين والقدمين. لكن كان هناك متدرب يحمل الرقم القياسي في هذا التمرين، وكان أسلوبه مختلفًا تمامًا: كان ينزلق ورأسه للأسفل أولاً، ممسكًا بالحبل بيديه فقط، متحديًا الطريقة التقليدية ومواجهة مخاوفه بشكل مباشر. رغم أن هذا الأسلوب يحمل مخاطر أكبر للإصابة إذا فقد السيطرة، إلا أنه كان الأسرع بفارق كبير.
يتحدث ماكريفن عن أهمية المخاطرة المحسوبة في عمليات القوات الخاصة وفي الحياة بشكل عام. النجاح الاستثنائي يتطلب أحيانًا الخروج عن الطرق التقليدية الآمنة وتحدي المخاوف. وهذا لا يعني التصرف بتهور أو استهتار، بل يتطلب الجرأة المدروسة والقدرة على تقييم الموقف واتخاذ قرار جريء عندما يكون ذلك ضروريًا لتحقيق الهدف.
الدرس: أحيانًا، تحتاج إلى اتخاذ خطوات جريئة، وتحدي الوضع الراهن، و"الانزلاق رأسًا على عقب" لتحقيق نتائج استثنائية. لا تدع الخوف من الفشل أو المجهول أو الخروج عن المألوف يعيقك عن اتخاذ خطوات محسوبة نحو أهدافك الكبيرة. يمكنك معرفة المزيد عن كيفية التعامل مع الخوف والمخاطرة من خلال ملخص الخوف يقتلك أم يحميك؟ (Choose Possibility).
7. واجه المتنمرين: لا تتراجع أمام أسماك القرش
خلال تدريب السباحة لمسافات طويلة في المياه المفتوحة قبالة سواحل كاليفورنيا، وهي منطقة معروفة بوجود أنواع مختلفة من أسماك القرش، تعلم المتدربون درسًا مهمًا للبقاء على قيد الحياة: إذا اقتربت منك سمكة قرش وبدأت بالدوران حولك، لا تفكر في الهروب أو السباحة بعيدًا، فهذا سيثير غريزة الافتراس لديها. بدلًا من ذلك، قف بثبات في مكانك، اجمع شجاعتك، وواجهها مباشرة. وإذا اندفعت نحوك للهجوم، لا تتراجع، بل اضربها على أنفها (وهي منطقة حساسة لديها) بكل قوتك. الانسحاب يُظهر الضعف والخوف ويشجع المعتدي على الهجوم.
يطبق ماكريفن هذا المبدأ على "أسماك القرش" البشرية: المتنمرين والطغاة والمستبدين في حياتنا. سواء كانوا في المدرسة، أو في مكان العمل، أو حتى قادة دول مستبدين (كما شهد في تجربته المباشرة مع صدام حسين)، فإن هؤلاء المتنمرين يستمدون قوتهم من خوف الآخرين وترددهم. مواجهتهم بشجاعة وثبات، وعدم إظهار الخوف، غالبًا ما يكون كافيًا لردعهم أو على الأقل لتقليل ضررهم.
الدرس: لا تتراجع أمام المتنمرين أو التحديات المخيفة التي تبدو أكبر منك. اجمع شجاعتك، قف بثبات، وواجه الصعاب. الشجاعة مُعدية، ومواجهة الظلم والترهيب أمر ضروري ليس فقط لحماية نفسك، بل لحماية الآخرين أيضًا.
8. كن أفضل ما لديك في أحلك اللحظات: ارفع صوتك بالغناء في الوحل
خلال "أسبوع الجحيم" (Hell Week) في تدريب الـ SEALs، وهو أسبوع من الحرمان شبه الكامل من النوم والتعرض المستمر للبرد والإرهاق والضغط النفسي، يواجه المتدربون تحديات قاسية تدفعهم إلى حافة الانهيار الجسدي والعقلي. في إحدى الليالي الصعبة، وجد فريق ماكريفن نفسه عالقًا في وحل بارد ومتجمد يصل إلى أعناقهم، تحت سماء مظلمة وأمطار متجمدة، بينما يصرخ المدربون عليهم ويطالبونهم بالاستسلام ودق الجرس.
عندما بدا اليأس يتسلل إلى نفوس الجميع، وبدأ بعض المتدربين يفكرون جديًا في الانسحاب، بدأ أحد المتدربين فجأة بالغناء بصوت عالٍ وبطريقة غير متناغمة على الإطلاق. في البداية، أمره المدربون بالصمت، لكنه استمر. ثم، بشكل غير متوقع، انضم إليه متدرب آخر، ثم ثالث، وسرعان ما كان الفريق بأكمله يغني ويرفع صوته متحديًا البرد والوحل والمدربين. تحول اليأس إلى شعور غريب بالتحدي والأمل وروح الفريق التي لا تُقهر.
الدرس: في أحلك اللحظات وأكثرها صعوبة ويأسًا، يمكن لشخص واحد أن يحدث فرقًا هائلاً من خلال إظهار الأمل ورفع معنويات الآخرين. كن ذلك الشخص. حافظ على إيجابيتك (بشكل واقعي)، وروحك المعنوية، وعزيمتك، حتى عندما تبدو الأمور مستحيلة. وألهم من حولك لفعل الشيء نفسه. قوة الأمل يمكن أن تتغلب على أصعب الظروف.
9. امنح الناس الأمل: قوة التشجيع
في التدريب النهائي والأكثر تحديًا نفسيًا في دورة الضفادع البشرية (BUD/S)، هناك مهمة تتطلب السباحة تحت الماء لمسافة طويلة في ظلام دامس تحت بدن سفينة ضخمة. الهدف هو الوصول إلى الجانب الآخر دون الصعود إلى السطح. يتذكر ماكريفن شعوره بالخوف الشديد والارتباك وهو تحت الماء، حيث فقد الإحساس بالاتجاه وبدأ يشك في قدرته على إكمال المهمة.
لكن في تلك اللحظة الحرجة، شعر بيد مدربه تلامس جسده تحت الماء، وسمع صوته الهادئ والمشجع يسبح فوقه، يطمئنه بأنه قادر على القيام بذلك وأن النهاية قريبة. هذه الكلمات البسيطة من التشجيع والدعم في لحظة ضعف هي ما منحه القوة النفسية للاستمرار والنجاح في المهمة.
الدرس: الأمل هو أقوى قوة في الكون. بضع كلمات تشجيع صادقة، لفتة دعم بسيطة، أو مجرد إظهار أنك تؤمن بقدرات شخص ما، يمكن أن تعطي هذا الشخص الدافع للمثابرة في أصعب الأوقات وتجاوز تحدياته. كن مصدرًا للأمل للآخرين. شجعهم، وادعمهم، وأظهر لهم أنك تؤمن بهم وبقدراتهم على النجاح.
10. لا تستسلم أبدًا: أهمية عدم دق الجرس
في وسط ساحة تدريب الـ SEALs، يوجد جرس نحاسي كبير معلق ليراه الجميع. هذا الجرس ليس للزينة؛ إنه رمز للاستسلام. يمكن لأي متدرب، في أي وقت يشعر فيه بأنه لا يستطيع الاستمرار، أن يذهب ويدق الجرس ثلاث مرات، ليعلن بذلك انسحابه من التدريب وإنهاء حلمه بأن يصبح من قوات الـ SEALs. يؤكد ماكريفن أن الدرس الأخير والأكثر أهمية الذي تعلمه هو **عدم دق الجرس أبدًا، مهما كانت الظروف قاسية.**
الاستسلام هو الخيار الوحيد الذي يضمن الفشل بنسبة 100%. طالما أنك لم تدق الجرس، طالما أنك لم تستسلم، فلا تزال لديك فرصة للنجاح، بغض النظر عن مدى صعوبة الوضع الحالي.
الدرس: لا تستسلم أبدًا. الحياة مليئة بالتحديات والنكسات واللحظات التي قد تشعر فيها بالرغبة في الانسحاب. لكن تذكر أن المثابرة والإصرار وعدم التخلي عن أهدافك وقيمك هو ما يحدث الفارق في النهاية. تذكر دائمًا لماذا بدأت، وتذكر كل التحديات التي تجاوزتها بالفعل، ولا تدق الجرس أبدًا.
الخلاصة: 10 دروس لتغيير حياتك (والعالم)
في كتاب "Make Your Bed"، يقدم الأدميرال ماكريفن خلاصة تجاربه في عشرة مبادئ بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في معناها وتأثيرها. هذه المبادئ، المستوحاة من أصعب التدريبات العسكرية، يمكن أن تساعدنا جميعًا في تحسين حياتنا ومواجهة تحدياتنا اليومية:
- ابدأ يومك بإنجاز صغير وهادف (رتب سريرك).
- لا تسير بمفردك، بل ابحث عن فريقك وكن جزءًا منه.
- قيم الشخص من خلال حجم قلبه وشجاعته، وليس مظهره.
- تقبل حقيقة أن الحياة ليست دائمًا عادلة، واستمر في التقدم.
- لا تخف من الفشل أو "السيرك"، فالصعاب تجعلك أقوى.
- كن جريئًا وخاطر بذكاء عند الضرورة (انزل رأسًا على عقب).
- واجه المتنمرين والتحديات المخيفة، ولا تتراجع.
- حافظ على الأمل وكن أفضل ما لديك في أحلك اللحظات.
- امنح الآخرين الأمل وشجعهم.
- لا تستسلم أبدًا، ولا تدق الجرس!
من خلال تطبيق هذه الدروس المبنية على الانضباط، والمرونة النفسية، والعمل الجماعي، والشجاعة، والأمل، يمكنك ليس فقط أن تغير حياتك نحو الأفضل، بل ربما تساهم أيضًا في تغيير العالم من حولك، خطوة صغيرة في كل مرة، بدءًا من ترتيب سريرك.
أفكار إضافية ونصائح عملية
يقدم هذا الملخص لكتاب "Make Your Bed" 10 دروس قيمة مستمدة من تجارب قاسية وصعبة. تذكر أن القوة الحقيقية لا تكمن فقط في الإنجازات الكبيرة، بل في الانضباط اليومي والمثابرة في مواجهة الصعاب، بدءًا من أبسط المهام مثل ترتيب سريرك. فكر في كيفية تطبيق هذه المبادئ في تحدياتك الشخصية والمهنية. هذه الدروس تتقاطع مع مبادئ القيادة الفعالة وأهمية الذكاء العاطفي في التعامل مع النفس والآخرين.
جرب هذا:
- حاول أن تجعل ترتيب سريرك عادة يومية لمدة أسبوع، ولاحظ كيف يؤثر ذلك على شعورك بالإنجاز وبداية يومك.
- فكر في شخص في حياتك يمر بوقت عصيب، وقدم له كلمة تشجيع صادقة أو لفتة دعم بسيطة هذا الأسبوع.
- اختر تحديًا كنت تتجنبه بسبب الخوف، وحاول اتخاذ خطوة صغيرة جدًا لمواجهته بدلاً من الهروب منه.
أسئلة للنقاش:
- أي من الدروس العشرة يتردد صداها معك أكثر في هذه المرحلة من حياتك؟ ولماذا؟
- ما هو "الفعل الصغير" الذي يمكنك الالتزام به يوميًا لتعزيز انضباطك والشعور بالإنجاز، بخلاف ترتيب السرير؟
- كيف يمكنك الاستفادة بشكل أفضل من مبدأ "العمل الجماعي" أو طلب المساعدة لتجاوز التحدي الذي تواجهه حاليًا؟
شاركنا رأيك: ما هو الدرس الأكثر إلهامًا الذي تعلمته من هذا الملخص؟ وكيف ستطبقه في حياتك؟ اترك تعليقك أدناه!